Thursday, May 23, 2019

فقاعة العقارات القادمة في مصر

تقرير نُشر لي في https://fanack.com   ( يناير 2017)


هل يمكن أن تشهد مصر فقاعة عقارية خلال السنوات المقبلة؟

أصبح استشراف مستقبل الاقتصاد المصري أمرا بالغ الصعوبة، هكذا يحكي المهتمّون بما تبقى لهم من أموال وآمال، في ظل سوقٍ مُتقلّبٍ كالسوق المصري وأوضاعٍ سياسيةٍ حادّة تمرّ بها المنطقة مُنذ مطلع العِقد الحالي. وتتزايد الصعوبة إذا ما أُخذ في الاعتبار غياب المعلومات الأساسية والضرورية لتحليل الوضع الاقتصادي، في ظل غياب معلومات وإحصائيات دقيقة.

والمشكلة الأُخرى أنّ سوق العقارات بطبعه ذا طبيعة ضبابيّة؛ فالسوق لا يوجد له معايير مُحدّدة يمكن أن تُشكّل مرجعيّة مُعتبرة في تحديد مسارات الاستثمار في هذا السوق، ولكن يُمكن اعتبار أسعار الأراضي، و مُقارنتها بمتوسطات الدخول، وأسعار الفائدة في البنوك، وفروق العملة الأجنبية، معايير مبدئية لاستشراف مستقبل سوق العقارات في مصر. 

مصر ما بعد التعويم


في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2016 قام البنك المركزي المصري برئاسة طارق عامر باتخاذ أكثر القرارات جرأة، تحرير سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية بما يُعرف بـ "تعويم الجنيه"، هذا القرار ترتب عليه انخفاض قيمة الجنيه فورياً بنسبة 32.3% إذ كانت قيمة الجنيه مقابل الدولار تساوي 8.88 جنيه مصري، وارتفعت فجأة إلى 13 جنيهاً مقابل الدولار، عند بداية التعويم في منتصف الشهر، واصل الجنيه انخفاضه أمام الدولار نتيجة عوامل كثيرة أهمّها عدم إمداد البنك المركزي للبنوك بالدولار اللازم لتثبيت سعره، وارتفع بذلك السعر ليجاري أسعار السوق السوداء.

وحتى وقت كتابة هذه السطور فالدولار الأمريكي على عتبات أن يقابل 20 جنيهاً مصرياً، أي أنه انخفض بأكثر من 50% من قيمته أمام الدولار، عموماً كانت هذه خطّة البنك المركزي برئاسة طارق عامر للحد من انهيار العملة المصرية وتثبيت الاقتصاد. وهي الخطة التي جاءتتنفيذاً لقرارات صندوق النقد الدولي لمنح الحكومة قرضاً بقيمة 12 بليون دولار مُقسّمة على ثلاث سنوات. 

فور حدوث التعويم توقّع الكثيرون أن يُحدث التضخم أثراً ملحوظاً في القدرة الشرائية لدى المصريين، توالت نكبات ارتفاع الأسعار في السلع الأساسية ومن بينها الزيت والسكّر حتى وصلت لأسعار غير مسبوقة، كما ارتفعت أسعار السلع المُعمّرة، والسيّارات، ومواد البناء بشكل جنوني؛ فماذا فعل "متوسطو الثراء" من الفئة المتوسطة؟ 
هل يصلح العقار ليكون وعاء ادخار؟


طالما اعتبر المصريون أنّ سوق العقار وعاء ادخار مثالي، خصوصاً في ظل وجود عائد "مضمون" على الاستثمار العقاري، ومظلة لا بأس بها في قطاع التمويل العقاري والائتماني، التي توفّر قدراً ما من الأمان والموثوقية، لكن يرى بعض المُحللين أنه إذا ما استمرت الأمور بهذا النسق، ستزيد الفقّاعة بغض النّظر عن حركة البيع والتداول؛ إذ أنّ التمويل الائتماني هو المُحفّز دائما لعمليات التصحيح في الأسعار وذلك لتخطّي الضُغوط الحادثة عند تعثر السداد.

"متوسّطو الثراء" من الطبقة المتوسطة، أصحاب الثروات التي لا تتعدى في الغالب عشرة أضعاف دخلهم السنوي، عند حدوث أزمات مشابهة، يهرع مواطنو تلك الطبقة لحفظ أموالهم في إحدى ثلاث صُور رئيسية: عُمُلات أجنبية -دولار غالباً-، أو مَصوغات ذهبية -حُلي زينة أو سبائك-، أو آخيراً استثمارها في سوق العقارات. لكن يختلف الاستثمار العقاري عن سابقيه في طول مدة جني العائد نسبياً، وصعوبة تسييل الأصول في وقت قصير وفوري، بعكس الأوعية الإدخارية الأخرى مثل العملات الأجنبية والذهب.

في الغالب فإن اقد ينتج عنه فقاعة عقارية كبيرة؛ إذ يهرع "متوسطو الثروات" لشراء الشقق السكنية والأراضي بغرض بيعها لاحقاً، وتحقيق أرباح كبيرة في فترة قصيرة نسبياً، مما سيزيد الطلب على المعروض في فترة وجيزة جداً، وفي ظل غياب السيولة الكافية، يلجأ المواطنون الخائفون لأخذ قروض عقارية يتم تسديد أقساطها من رواتبهم، في انتظار مُدد تتراوح من 3 سنوات وحتى 7 سنوات، من الممكن أن يبحث المالك الأصلي في هذه الفترة عن مشترٍ آخر يريد أن يحفظ ما معه من أموال في صورة عقار، ويحقق الأول ربحاً ما نظير فرق سعر يتعرّض للزيادة على مرّ السنين. ما الخطر إذاً من وجود سلعة مرغوبة تُحقّق غرض حفظ القيمة وتوفّر استثماراً مضموناًً لصاحبها؟ بل وأحياناً تُحقق فُرص زيادة في أصل رأس المال أكثر من استثمارها كوديعة في البنك مثلاً؟
أنت تسأل وساويرس يجيب 


ربما كان "سميح ساويرس" من رجال الأعمال الذين يُفضّلون البعد عن الكاميرات، وتجنّب الأحاديث الصحفيّة، لكن إبّان أزمة "تعويم الجنيه" وما تبعها من اضطرابات صرّح ساويرس لجريدة "ديلي نيوز مصر" وغيرها من الصحف، أنّ سوق العقار في مصر سيشهد "فقاعة كبيرة"، وأضاف:"هوامش الربح جنونية، وسوق العقار مزدحمٌ بالمطوّرين، بالرغم من أنّ سوق العقارات في مصر ينكمش، إلا أن الأسعار في ازدياد!". 

وتابع: "إنّ هذا الأمر خطر جداً؛ فحجم المعروض المرتفع من العقارات سيحوّل الزبون إلى بائع لأملاكه العقارية في اليوم التالي، وهو ما يفاقم المشكلة".

هل نحن على أعتاب أزمة مالية؟

في 2008 مرّت الولايات المتحدة الأمريكية ووالدُول التابعة اقتصادياً لها بأزمة مالية طاحنة امتد أثرها لبضعة سنوات، كانت بداية الأزمة عندما أقرضت البنوك الأمريكية المواطنين "محدودي الثروات والدخول" قروضاً باهظة لشراء منازل، مع إعطائهم تسهيلات في السداد لزيادة الجذب التجاري ،وترتّب على الأمر أن اقترضت تلك البنوك ما يُغطّي هذه المبالغ، لكن في ظل عدم إمكانية توفير سيولة كبيرة، تم إقراض تلك البنوك سندات عقارية بقيمة الأوراق المالية المُقرضَة، واستمرت الأزمة بأن احتاجت تلك البنوك هي الأخرى ضمانات تغطي قيمة السندات المقرضة وهكذا.. 

وعندما تعثّر "محدودو الدخل" في السداد انخرط الكثيرون من هؤلاء المواطنين في التهافت على استصدار "بوالص تأمينيّة" لضمان عدم الحجز على منازلهم نظير ما يدفعونه لشركات التأمين من أموال شهريّة، سال لعاب شركات التأمين فاشترت أيضاً في تعميق الأزمة، وهكذا زادت الديون وزادت قيمة المُخاطرة، وزاد معها من أعلنوا إفلاسهم. 

وفي ظل عدم وجود سيولة حقيقية مع الأفراد أو البنوك المُقرضة، أصبحت كل تلك الديون حبراً على ورق، وعندما قامت البنوك بأخذ المنازل لبيعها أصبح المعروض أكبر جداً من الطلب عليها؛ فهبطت أسعار المنازل بشكل حاد، الأمر الذي استدعى تدخّل الحكومة الأمريكية لدعم البنوك، وشركات التأمين المُفلسة.

ربما يقول البعض أنّ أزمة كهذه بعيدة عن سوق العقار المصري بل وربما العربي، إذ أنّ الرهن العقاري في مصر لا يوجد به ما يُعرف بـ"المشتقّات المالية" التي سببت أزمة الفوائد التراكمية لتلك الديون وبالتالي انخفاض أسهم البورصة، ولكن يردّ آخرون أن وقوعها في ظلّ حكومة بها عجز فادح في ميزان المدفوعات واحتياطي النقد الأجنبي يجعل احتمالية حدوثها واردة جداً!

عموماً فالمجموعات المصرفيّة المُتخصصة تعمل على تحديد مُعامل "الإيجار مقابل السعر لكل وحدة سكنية"؛ بحيث تستطيع أن تستشفّ معامل التملك مقابل الإيجار، وهو الأمر الذي فقّاعة العقارات القادمة في مصر.. شر أكبر من هذا سوف يجيء!

سيحدد بشكل أساسي جدوى الشراء مقابل جدوى الإيجار كـ"قرار استثماري" عقلاني إذا ما تمت المقارنة بين أدوات الاستثمار المتاحة.

في النهاية، هل يستفز الوضع الحالي بعض تكهّنات الاقتصاديين التي ربما تتحول إلى حقائق في وقت قريب نتيجة تواصل تداعي الاقتصاد المصري؟ هل يساعد مطوري سوق العقار في تقدير حجم الضرر الذي سيلحق بالاقتصاد حال انهيار سوق العقارات المصري الذي كان يعد قبلاً "صمام أمان" أوقات الأزمات؟ الأكيد أن الأيام القادمة تحمل الكثير من المفاجآت.

Wednesday, September 6, 2017

أيام الجيش 8


نفس اليوم  الساعة 7:30   مساءاً 

احنا  دلوقتى  قاعدين  على  قضبان السكة الحديد  مستنيين  القطر ... الجو  ساقعة اوي  والحديد  بارد جدا  وعلى مد البصر يمين وشمال  عساكر  قاعدة  .. سمعنا  صوت  زعيق وخناق .. اتضح  ان ظابط  صغير  ضرب عسكري على وشه  .. العسكري  حب  يتّبع  الميري ويروح  يتظلم  للرتبة الأعلى .. اللي  هو كان "ظابط عظيم  القطر" .. ورتبته  رائد ( نسر على كتافه من غير نجوم ) الولد  كان  بيعيط  وجيب الزنط  مقطوع  (الجاكت في الجيش اسمه زنط).. وواقف قدام الرائد  انتباه وعمال يتكلم  بحرقة وبيقول له: "أنا بتظلم أهه  وعايز حقى" .. الرائد  ساب كل حاجة وقعد  يقله اتكلم عدل ووطي صوتك..  الواد مكنش عارف يتكلم من كتر العياط  ..  وكل ما يتكلم الرائد يقول له وطي صوتك  .. وخده على جنب  بعيد  .. انا  قلبي انكسر للواد  ده أوي  ولسة فاكر الموقف  لحد  لوقتى كأنه امبارح  .. معرفش الواد ده عمل ايه  .. ممكن يكون عمل حاجة كبيرة .. وممكن  يكون الظابط  الصغير عايز كبش فدا عشان الباقيين  يترعبوا ويتم السيطرة عليهم .. المهم  ان في كلا الحالتين مينفعش حد يضرب حد كحل  لمشكلة ما او كنوع من العقاب مثلا  ...

واحنا  قاعدين .. كان  في واحد  بيعدي علينا  بشاي  .. انا مرضتش  اشرب عشان  موضوع  الحمام ده  .. وحسنا  فعلت.. لأن اليوم مكنش هينتهي بسهولة .. بعد شوية بدأوا  يزعقوا  فينا  جامد..  قوم  يابني  انت وهو  القطر جاي ... القطر جاي  يا دفعة  .. قوم  ياض منك له.. تحس اننا مذنبين وبنترحل على المعتقل مش ناس محترمة ليهم حياة برة واضطرتهم ظروف السخرة والتجنيد الإجباري في البلد الوسخة دي انهم يخشوا الجيش .. كان ليهم آمال وأحلام والجيش هدها.. الناس  قامت  وشالت الشنط والمِخَل  .. ومستنيين القطر يجي.. مفيش حاجة جت .. فين  بعد عشر دقايق كدة ولا حاجة القطر جه وموقفش على رصيف .. اتنين طلعوا الأول  وحدفنالهم الحاجة بعدها طلعنا احنا  .. وكان في ناس محتاسة مش عارفة تطلع القطر .. زي كيلاني مثلا اللي كان صعبان عليا طول الترحيل ومخلي بالي منه جامد .. وناس القطر كان بدأ يمشي وهي لسة مركبتش .. وناس اول ماطلعت  نامت مكان الشنط  ،ببساطة وعفوية وبدون مقدمات ..حطت راسها ونامت  ... المهم القطر اتحرك  ... وكنت  بدأت احس بجوع  شديد .. عشان مكلناش امبارح كويس ومفطرناش انهاردة  .. وجه الترحيل على غفلة فمتغديناش  .. كان في ناس بتعدي في القطر بلب وعسلية وقرص .. بس  مرضتش آكل بصراحة وقلت استحمل  شوية ميجراش  حاجة كلها شوية ونوصل  .. والشوية دول كانوا 3 ساعات .. في القطر عدى الكومساري  اللي بيلم التذاكر فده كان أول  حاجة تلفت انتباهي اننا في قطر مدني مش عسكري  .. شوية وعدى علينا عسكري من بتوع  الشرطة العسكرية وقالنا  محدش يدفع تذاكر .. فضلنا  قاعدين وقعدنا ندردش مع ملازم أول كدة  كان قصير وبشنب رفيع .. لابس مموه  وبيقلنا انه جاله  استدعا على عجرود  .. قالنا  إن السويس عموما مبتبقاش مستوفية أعدادها من  العساكر بسبب الوسايط  وكدة .. وبما  انه محدش عارف بكرة هيحصل إيه  .. فانتو هتروحوا  مؤقتا مشاة  لحد ما الظروف تتحسن وترجعوا دفاع جوي  تاني .. قلناله ده  الصولات بيقولوا ان  سلاحنا هيتغير .. قالنا الصولات مبيفهموش حاجة .. كلها كام شهر وترجعوا سلاحكم الأساسي .. مستحيل إن حد يتغير سلاحه  بعد  ما يقضي مركز التدريب .. لاحقاً طلع إن كلام الظابط  غلط طبعاً  وخلصت جيشي وأنا مشاة .. وخدت شهادتي على إنى سلاح مشاة عادي 


فضل القطر ماشي  يهبد فينا ويرزع  لحد ما  وقف  برضو في وسط الصحرا  زي  يوم الترحيل  بالظبط  .. موقفش  على رصيف عشان ننزل منه زي البني ادمين .. رمينا المخل  والشنط  ونزلنا  نط ... وفضلنا ماشيين  بنفادي  قضبان السكك الحديد  المصدية المرمية في كل مكان .. المكان كان بائس أوي وكل ما نبعد عن المحطة (الإفتراضية )  دي كل ما بيقل النور .. ولما  نزلنا  مبقيناش  لاقيين  نفسنا  فقعدت أنده على العيال  .. ولقيت  ناس  بتنده عليا.. مع  مواصلة المشي  بقيت  فعليا  مش  شايف  حاجة  وبخبط في اللى  قدامي .. وعرفت  ساعتها معنى الآية  (إن أخرج يده لم يكد يراها )  الليلة دي مكنش فيه  قمر  طالع  وكان  صوت الناس  وهيا  بتنده على  بعض  بيزودلك خوفك وارتباكك فعلا  مكنش  في  اي حاجة تمنع الناس  انها  تتوه  في الصحرا في  الضلمة دي  .. الدليل اللى ماشي قدام مكنش هاين عليه  حتى  ينور بولاعة ولا  بكشاف ولا أي  حاجة .. شوية شوية  لمحنا  نور من بعيد  كدة .. النور فعلا  بيديك  اطمئنان  في العتمة .. أعتقد ده كان  سبب بديهي  وكافي  انه يخلي  سيدنا موسى عليه السلام  يقف  ويتجه  ناحية  النور ويقول لأهله "سآتيكم بشهاب  قبس لعلكم تصطلون".


 لما  وصلنا  رمينا المِخَل على الأرض   وقالولنا اكتبوا اساميكو على المخلة عشان  هتتحط في عربية إيواز (الإيواز عربية نقل صغيرة في الغالب صناعة تشيكي وهي عربية سيئة في القيادة والصيانة معرفش ليه الجيش  بيجيبها لحد دلوقتى )  المهم الحمد لله كنت  كدة كدة  جايب معايا  أقلام الخط تحسبا  ان حد يطلب مني أوريله  خطي  عشان أخش مكتب شئون الأفراد ولا العمليات  واتظبط في الجيش وده اللى حصل  فيما  بعد بدون ترتيب مني؛ المهم كتبنا أسامينا  على المخل  ورميناها في العربية، وطلعنا اتوبيسات كبيرة.. كانت الساعة 10 ونص  تقريبا  ساعتها  .. تخيل معايا  اننا مكلناش من امبارح ولا نمنا  وده كان معاد النوم  اللى اتعودنا عليه .. المهم الاتوبيسات  خدتنا  لمكان كدة مكتوب على البوابة بتاعته قيادة الجيش الثالث بعجرود .. أول مرة كنت  أعرف اسم عجرود  دي .. يعني قد  ايه  بنبقى عايشين في بلدنا وبنتغنى  بترابها  وحبنا ليها  واحنا أصلا مش  عارفينها .. الاتوبيسات  دخلت  عجرود  وفضلت ماشية بينا   لحد ما  دخلنا على بوابة  تانية داخلية  اسمها  معسكر  الانضباط 

أول ما نزلنا من الأتوبيسات قالولنا  كل واحد يروح  يشوف مخلته  .. طبعا  عدد مهول من المخل واقفة ومرمية على الأرض كدة  زي  ما يكون عربية نقل محملة شكاير دقيق اتقلبت.. الناس  من كتر ما زهقت من التدوير على مخلها  بقت تاخد اي مخلة وتمشي..  ده غير اللى لقى إن مخلته  مفتوحة ومتقلبة .. شئ محزن أوي والله السرقة المتفشية في الجيش دي  بين العساكر.. احنا كنا  جايين جداد،  معنى كدة ان في عساكر  خلصت جيشها وعايزة تسلم المِخْلة .. وطبعا  الجيش  بيجبرك  تسلم  مخلتك  جديدة  وتتصرف وتجيب الحاجات الناقصة ..  يعني الأفرول اللى تلبسه  لازم ميكونش  استهلك  قبل كدة  عشان يقبلوا  ياخدوه منك في التسليم .. طبعا اللامنطق ده هيفضل ملازمك طول الجيش فمتستعجبش ... المهم  بعد  جهد  ووقت كبير  لقيت  مخلتي أخيراً .. ومكنش متاخد منها  حاجة الحمد لله  ولقيت بطاطيني كذلك  .. فده كان شئ  كويس جدا  الحقيقة

بعدها  رجعت  تاني لمكان  تجمع الناس .. لقيت  في  ناس  بتفرش البطاطين  استعدادا   للبيات .. واحنا كل ده مكلناش ولا نعرف هنتحرك تاني ولا هنبات ولا ايه بالظبط .. محدش عارف حاجة ومفيش حد عنده معلومات .. جه في بالي لو فرضا احنا في حرب حقيقية دلوقتى ايه كمية الاضطراب والبلبلة اللي عند الصولات والظباط دي؟! .. امال هنحارب ازاي؟ ونحارب مين اصلا!

فضلت افكر كدة لحد ما قطع تفكيري واحد بيقلي يلا عشان ناكل ..وانا كنت واقع من الجوع بجد ومستعد اكل اي حاجة .. لمحت يحيى وعماد واقفين مع ظابط كدة فروحت اندهلهم .. جم معايا واحنا ماشيين كدة عادي جه عسكري قديم وحب يعمل فيها فلوطة ووقفنا صفوف كل صف بيتكون من خمسة وبدأنا نمشي .. لما بدأنا نتململ قالنا امشوا الخطوة العسكرية ... بصراحة مكنش وقتوا خالص احنا هلكانين حرفيا وده بيقلنا امشوا الخطوة العسكرية عز الليل والساعة 11 ومفيش حد باصصلنا اصلا .. اتخنقت جدا .. بس ده كان تمهيد للي هشوفه بعد كدة في الجيش من عساكر زيها زيك داخلة تقضي خدمة وتمشي بس نفسيتها الضعيفة بتخليها تتطبع بطابع الظباط والصولات اللي جوة ويبدأ يخرج كبته وضعفه وخوفه عليك .. عموما وصلنا للميز ودخلنا في طابور وكان لسة متنضفش من وقت الغدا تقريبا كان فيه ع الارض رز كتير والريحة كانت وحشة اوى زي ريحة العيش المبلول في مية اللي بيأكلوه للبط ده ولما جيت اقعد لقيت فيه صراصير كتير تحت الترابيزات ... الوضع مزري .. بس انا جعان .. وافتكرت انى قعدت من غير ما اجيب صنية ( الصينية في الجيش اسمها سرفيس بتبقى صنية معدن متقسمة 3 اقسام وفيها مكان محفور لكوباية وسبق اتكلمت عنها في مركز تدريب ) المهم العسكري غرفلي كمية كبيرة اوى من المربى وكمية اكبر من الفول لدرجة انه كان بيدلدق مني طول ما انا ماشي .. كنت مستغرب .. من امتى الكرم ده يعني في الجيش .. عديت على العسكري اللي بعده اداني العيش ومثلثين جبنة نستو .. قعدت في مكان ما مفهوش صراصير بس كل الترابيزات كان عليها بقايا رز وعيش واول ما قعدت الصراصير جاتلي في الاول كانت بطني مقبوضة ومش قادر اكل .. خصوصا انى لقيت ان الفول حمضان عشان كدة الواد حطلي منه كتير .. حمضان بس سخن .. فكرت آكل واللي يحصل يحصل بس مرضتش في الاخر قلت اكل مربى وجبنة وخلاص مع انى كنت عايز اكل حاجة سخنة بشدة، الجبنة كان طعمها سيئ اوى كان عامل زي الصابون كدة وريحتها كانت مقرفة كانت ماركة غريبة اسمها جبنتي .. بس دي الحاجة الوحيدة المتاحة يعني والوحيدة برضو اللي متغلفة .. كلت المربى لقيتها ممررة من اماكن ومسكرة من اماكن تانية .. كنت بائس اوى .. تعبان والاكل قدامي ومش عارف اكله عشان الاكل لايصلح للانسان ولا حتى البهايم .. قمت وفضيت الاكل في الزبالة كما جرت العادة وخرجت.

لما خرجت لقيت واحد بيقلنا رايحين فين ؟ .. لازم تمشوا في تشكيل مينفعش تمشوا كدة بمزاجكوا .. مكنش لسة الواحد اتعود انك تسمع كلام عسكري زيه زيك كدة يؤمرك ويقلك تعمل ايه ومتعملش ايه .. بس عموما المشكلة دايما في الناس اللى بتبدأ تسمع الكلام بمجرد ما بيتقال وبالتالي لو خالفت هتبقى انت الوحيد الظاهر فيهم وبالتالي يسهل ساعتها عقابك وجعلك عبرة. المهم عملنا برضو تشكيل الجيش المعتاد .. خمس عساكر في كل صف والصفوف ورا بعضها بمسافة ذراع .. فضلنا ماشيين عادي فالعسكري اللى بيقودنا حب يجود ويمارس سلطته فقالنا امشوا المشية المعتادة .. كالعادة  ناس سمعت الكلام .. بس بقية الناس نفضولوا ومشيوا عادي لحد ما سمعنا زمارة عربية، ساعتها العسكري قالنا أقفوا أقفوا ، كنت فاكر انه بيعمل كدة عشان العربية متخبطش فينا، بس لقيته وقف انتباه  وعمل التحية العسكرية للعربية، المهم كملنا مشي لحد ما رجعنا المعسكر تاني اللى كنا فيه من شوية دورت على مكان الحاجة بتاعتي وقعدت، مفيش 10 دقايق لقيت واحد بينده على العساكر ويقول الناس اللى هتسمع أسماءها هتترحل دلوقتى!!


لا أنا ولا المدونة

الواحد وحشته الكتابة، مش مصدق إنه عدى 10 سنين كاملين من ساعة ما عملت المدونة دي، الكتابة زمان كانت سلسة، وبتخرج بدون مجهود، كانت ممتعة بالنسبة لي، وكانت بتوثق أحداث ، وبتطلع مكبوتات، دلوقتي بقى صعب جدا الواحد يعمل زي زمان، كل ما آجي أكتب حاجة أفتكر ان في كذا حد هيقرى اللى هكتبه، أتراجع، أو باكتب وأخليها في الدرافت، شعور سيء إنك تبقى بتكتب وتبقى عارف إن في حد هيقرا اللى بتكتبه ده.. فتمتنع، حتى لو كان فضفضة وهراء وكلام يبدو عادي، بس شعور سيء إنك متبقاش على حريتك زي ما اتعودت أو زي ما تسمح بيه شخصيتك 

 معرفش هسيب المدونة دي مفتوحة لحد امتى، ومعرفش هعرف أرجع اكتب تاني ولا لأ، معرفش هعمل مدونة تانية مجهولة ميعرفهاش حد واكتب فيها وتتعرف تاني ولا معملش حاجة خالص واسكت وخلاص؟  حتى لو حاولت أرجع أكتب زي الأول تقريباً مش هعرف، باين كدة ان مفيش حاجة بتظل على حالها، لا أنا ولا المدونة 

Saturday, December 31, 2016

هل تساءلت أي الهياكل الوظيفية أفضل لشركتك؟ الرأسي أم الأفقي؟

الموضوع الأول المنشور لي في إينوفينجن - محرك الأفكار (النشر: ديسمبر 2016)

هل تساءلت أي الهياكل الوظيفية أفضل لشركتك؟ الرأسي أم الأفقي؟

لقد بدأت شركتك بالفعل، بعد شهور من دراسة وتحليل السوق، وتنظيم علاقات العمل، واستصدار التراخيص اللازمة، لقد بِتّ الآن من أصحاب الأعمال، لكن بقي أخيراً عبء تنظيم هذه الشركة الوليدة؛ يكمن سر نجاح شركتك الناشئة في الاختيار الجيد لأسلوب الهيكل التنظيمي في شركتك؛ بل يُمكن الجزم بأنّ له دور إداري كبير في نموها. إن أحد أسباب طول المهام، وتعقيد الإجراءات وبُطء سير المعاملات الذي قد يظهر في بعض الشركات أو المُنظمات، قد ينتج أحياناً بسبب وضع هيكل إداري غير مناسب؛ ذلك لأنه عادةً ما يتم بناء الهيكل التنظيمي للشركات بحسب حجم وطبيعة واستراتيجية العمل فقط وقد لا يؤخذ بعين الاعتبار المتغيرات المستمرة المؤثرة في الشركة. لذلك ظهرت الحاجة لوجود أنواع مختلفة من نماذج الهياكل التنظيمية وسيذكر التقرير منها الأكثر تداولاً مروراً بمساوئ ومحاسن كل هيكل إداري.

كيف بدأت الهياكل التنظيمية في التعقيد؟ 

يُعتقد أن الثورة الصناعية وما رافقها من زخم كبير في ميكنة التصنيع، دعت الحاجة لظهور نُظم إدارة أكثر تعقيداً ليتم السيطرة على قطاع كبير جداً من العُمّال، إذ أن أصحاب الشركات كانوا في بادئ الأمر غير خاضعين لسيطرة الحكومات؛ الأمر الذي أثّر بالسلب على حقوق العُمّال في تحديد أجر وعدد واضح ومنتظم لساعات العمل، وبالرغم من أنّ الأساس هو أن يضمن نظام العمل الإبقاء على طرفي العلاقة في حالة إتزان بين مؤدي العمل (باذل المجهود) وصاحب العمل (باذل المال) فإن الأمر لم يكن دوماً بهذه المثالية، فصاحب العمل يسعى دائماً لدفع أقل كمية من الأموال نظير الجهد المبذول من العامل/الأجير، بينما يسعى العامل مدفوعاً بغرائزه الإنسانية لبذل أقل المجهود والحصول على أعلى ما يمكنه الحصول عليه من أجر.

"الهيكل التنظيمي - organization structure" هو الركيزة الأساسية في شركتك التي يتم من خلالها بيان كيف تُوزع القُوى؛ فعن طريق تحديد المسؤوليات يظهر دور ومدى تأثير كل فرد في الشركة؛ وبالتالي فإنّ وجود هيكل تنظيمي مُناسب يُعبّر عن الخطّة التي سوف تُستخدم في توزيع المهام والأنشطة على العاملين في المُنظّمة، وتوكيل المهام للعاملين وفق تخصصاتهم المُختلفة؛ ويتم هذا الأمر تحت الإشراف والتنسيق لتحقيق أهداف المنظمة المُعلنة للجميع، وهذا النّظام يُمكن اعتباره بمثابة خريطة توضّح خطة عمل المُنظَّمة مُستقبلاً؛ ويحدد أيضاً آلية توزيع المهام على الأفراد للوصول إلى الأهداف المنشودة، وتعتمد هيكلة أي شركة أو مُنظّمة على أهدافها المُحددة سلفاً التي تتطلع لتحقيقها.

الهيكل التنظيمي الرأسي (الهرمي)

يعد هذا الهيكل التنظيمي أكثر الهياكل شيوعاً في الشركات الحكومية والبيروقراطية إذ أنه يسمح باتجاه واحد فقط لإعطاء الأومر من أعلى المنظومة إلى أسفلها، ولا يسمح بالعكس. و فيه يتم تجميع كل تخصص وظيفي في إدارة واحدة فيكون هناك إدارة مالية واحدة و إدارة هندسية واحدة و إدارة مخازن واحدة و إدارة صيانة واحدة..إلخ، يعيب هذا النظام قلة المرونة و سوء العلاقة بين التخصصات المختلفة و طول الهرم الوظيفي بمعنى أن مستويات الإدارة كثيرة.أمّا ميزة هذا النظام هو أنه اقتصادي لأننا لا نحتاج لأكثر من إدارة واحدة لكل تخصص، في هذا النظام كل شيء مركزي. كذلك يستفيد كل موظف من خبرات زملائه في نفس التخصص لأنهم يعملون في نفس الإدارة أو القطاع. وذلك قد يفيد في تراكم الخبرات ولكن هذا الهيكل التنظيمي سيكون بمثابة حجر عثرة أمام محاولات التطوير والتدريب المستمرة؛ إذ أن الهيكل يتطلب المرور بعدة مستويات من الإدارة للموافقة على طلب ما. إذا كانت شركتك تعمل في مجالات البرمجيات و التصميم، فحتماً لا تتبع هذا الهيكل التنظيمي؛ لأنه شديد التراتبيّة وهذا لا يناسب الشركات التي تعتمد على عقول موظفيها! 

الهيكل الوظيفي الأفقي (المُسطّح)


هذا الهيكل التنظيمي مُناسب جداً للشركات والمُنظمات المرنة والمُتنقلة، لا يهتم هذا النوع من الهياكل التنظيمية بالألقاب أو المسميات الوظيفية؛ بل حتى لا يتم الاهتمام هنا بعامل السن كمعيار وحيد لتحديد الخبرة، وقد يُوصف هذا الهيكل التنظيمي بأنه "ذاتي الإدارة- Self managed" كل فرد في هذا النظام يعرف مهام عمله جيداً ويؤديها بكفاءة وسرعة دونما تلقي أية تعليمات من مدير مباشر، الاتصال بين الأفراد يكون أيسر وأسهل، يناسب هذا الهيكل التنظيمي الشركات والمنظمات التي تتواصل عبر الإنترنت، أو الأعمال التي تعتمد على نظام الـ Freelancers؛ بالطبع قد يعتبر البعض أن العمل بلا رئيس مباشر هو النعيم بعينه، لكن هذا النظام يناسب فقط الأشخاص الذين يمكنهم تحمّل مسئولية أفعالهم وقراراتهم ولهم خبرة سابقة في إنشاء وتطوير المشاريع، وحتماً هذا النظام شديد الفعالية في الشركات الصغيرة والمتوسطة المرنة، ومنظمّات المجتمع المدني، لكنها لا تناسب الشركات الكبرى ذات الجنسيات المتعددة؛ ليس ذلك عيباً في هذا النظام، ولكن تطبيق مثل هذا النظام على الشركات الكبرى متعددة الجنسيات يعني بداية متأخرة واستنزاف كبير للموارد المالية. ربما يكون تطبيق هذا الهيكل التنظيمي مُفيداً جداً في شركتك الناشئة في مجال البرمجيات أو المقاولات مثلاً لكن إذا كانت خطتك أن تتوسع وتتمدد في حجم أعمالك فهذا النظام لن يكون مناسباً بكل تأكيد.

وينبغي أيضاً العلم أن هذا النظام ليس مناسباً أبداً للموظفين "النرجسيين" الذين تتركز شخصياتهم حول ذواتهم، فوفقاً لتقرير نشرته مجلة هارفارد للأعمال، فإن هؤلاء الأشخاص في نهاية المطاف وإن كانوا يملكون أفكاراً رائعة ولكنهم يجدون صعوبة بالغة في نقلها إلى أرض الواقع، لأنهم غالباً ما يحتاجون أشخاصاً آخرين للقيام بالمهام الموكلة إليهم في الأصل، وهذا ما يتعارض جملة وتفصيلاً مع طبيعة الهيكل التنظيمي الأفقي (المسطّح). 


الهيكل الوظيفي الرأس-أفقي


كما يبدو؛ فإن هذا النظام يعتبر الأنسب بين النظامين السابقين فهو يستغل مميزات الهيكل التنظيمي الهرمي، ويستبعد عيوبه في إصدار ونشر الأوامر، كما أنه يستغل مميزات النظام المُسطح في تكوين قادة فرعيين لحل المشكلات الصغرى وتكوين أنوية لمديرين مستقبليين في غاية السهولة والسرعة؛ يكون هذا النظام فعالاً جداً في الأنشطة أو الشركات التي تعتمد في أعمالها على القطاعات؛ بحيث يتم تجميع العاملين المختصين بمنتج معين أو خدمة معينة في قطاع واحد. مثال: مصنع ينتج منتجين أو له مصنعين أ و ب يتم تقسيم الشركة إلى قطاعين أ و ب و كل قطاع يتبعه كل خدماته - تقريبا- من إنتاج و صيانة و مالي ومخازن..إلخ، ولكن من الواجب ملاحظته أنه مع استخدام هذا النظام فإنه قد يتم أحياناً الإبقاء على بعض الإدارات مركزية مثل إدارة الموارد البشرية مثلاً.قد يكون هذا النظام هو الأمثل بالنسبة للشركات سريعة التمدد، وهو يكون كنتيجة منطقية للتطور من النظام الأفقي (المُسطح) لذلك يطلق على هذا النظام (flatter) أو ما يتم ترجمته بتقصير مُخل لـ"أكثر سطحية" لكن في واقع الأمر هو نظام يجمع بين مميزات النظام الهرمي والمسطح مع تلافي الكثير من عيوبهما، ولكن على الأصحاب الشركات التي تتبنى هذا النظام أن يكرروا باستمرار على آذان العاملين لديهم أن هذا النظام شديد المُناورة وسريع التغيّر، فربما لا يناسب هذا النظام الموظفين الباحثين عن الاستقرار الطويل المدى. هذا النظام تميل إليه الشركات الكبرى عابرة القارات ولكن ينبغي الحذر عن تطبيقه إذ أنه يترتب عليه معدلات مرتفعة لـ"تبديل الموظفين Turn-over" ولكن هذا لا يكون عادةً أمراً مقلقاً في الشركات التي تقدّم خدمات أو منتجات مُستقرة بحيث تكون الخدمة أو المنتج لا تتوقف على مهارات مُوظّف بعينه. 

الهياكل التنظيمية النصف مركزية


يظهرجليّاً أن هذا الهيكل التنظيمي قد جمع مميزات النظام (الرأس-أفقي) والنظام الأفقي المُسطح، هذا النظام يكون نافعاً جداً للشركات التي تحوي وحدات تطوير وابتكار مختلفة داخل الشركة الكبرى؛ إذ يوفر هذا النظام حرية كبيرة جدا لمجموعات العمل، بينما يبقيهم كذلك محاطين في التنظيم الكلي للشركة، فهو يقدم كل مميزات النظام الأفقي المسطّح و يتلافى عيوبه عن طريق استبدالها بهيكل تنظيمي "رأس- أفقي"، ولكن هذا النظام لابد أن يتم تجربته أولاً لبعض الوقت إذ أن تطبيقه مثلاً في شركة كبرى كشركة "جوجل" يختلف عن تطبيقه في شركة "لينكد إن" مثلاً إذ أن لكل شركة ظروفها الخاصة.



الهياكل التنظيمية الدائرية


في هذا الهيكل التنظيمي تعطى حريّة أكبر لمجموعات العمل والإدارات الصغرى المختلفة للعمل بشكل مُنفصل و منفرد تماماً، ولكن مع وجود نام ما يضمن نقل التعليمات والخبرات فيما بينها، قد يبدو هذا التقسيم جلياً جداً في المنظمات/الشركات الصحفية. إذ يكون لكل قسم أعضاء وأهداف مختلفة عن القسم الآخر فطريقة العمل في قسم الرياضة مثلاً يختلف عن طريقة العمل في القسم السياسي مثلاً ولكن يجمعهم في نهاية الأمر لوائح وقواعد موحّدة لتنظيم العمل بين الأقسام وبعضها، قد لا يبدو هذا النظام جيداً في الشركات التي تعتمد على الإنتاج المستمر الذي يتطلب نظاماً ما أكثر استقرارً؛ لكنه يثبت فعاليته في المنظمات ذات المُنتج المتغير بشكل متسارع ومختلف كالصحافة مثلاً.

عموماً لا يوجد بالطبع نظام وحيد يمكن تطبيقه في كل الشركات والمنظمات، فالأعمال المختلفة وشخصيات الموظفين المتباينة والأهم من ذلك أهداف الشركات المختلفة هي التي ترجّح كفة نظامٍ ما أمام نظامٍ آخر، وبشكل عام فاختيار نظام ما هو حجر زاوية في أركان أي شركة ناجحة، الاختيار المناسب هو المفتاح نحو شركة ناجحة وتنمو باطّراد. لكن الأهم هو التزام كل من صاحب العمل والموظفين بتطبيق النّظام، لأن هذا ينعكس بشكل مباشر وواضح في الأداء العام للشركة ومدى رضاء الموظفين والعُملاء عن شركتهم.

Tuesday, November 29, 2016

في مملكة الحيوان.. الدماء ليست دائماً حمراء!



الموضوع السابع عشر المنشور لي في الهافنجتون بوست عربي







في مملكة الحيوان .. الدماء ليست دائماً حمراء


نتَأمّل الطبيعة، فتتسع أعينُنا اندهاشاً؛ نحن البشر لسنا السكّان الوحيدون لكوكب الأرض، ولكننا 

جزء ضئيل من مملكة الحيوان، تلك المملكة العامرة بالعجائب والمعجزات.



يعيش هذا الأُخطبوط في مياه القارة المتجمدة الجنوبية "أنتاركتيكا"، ولكي يتكيف مع الطبيعة القاسية ذات الحرارة المنخفضة للغاية، فإنّه يمتلك دماءاً زرقاء، كما يتضح عند أطراف مِجساتِه.

يوجد بضعة أنواع أخطبوط أخرى، تجري في عروقها دماء زرقاء، بدلاً من لون الدماء الأحمر الذي يجري في عروقنا. هذا اللون الأزرق يأتي من مادة "الهيموسيانين" وهي عبارة عن مركبات بروتين غنية بالنحاس، وهي كما -في الإنسان- تحمل الأُكسجين من الرئتين إلى مجرى الدم ومنه إلى خلايا أعضاءِ الأُخطبوط؛ بينما في دماء الإنسان يوجد "الهيموجلوبين" وهو بروتين غني بالحديد -المسئول عن حُمرة الدم- يشغل ما يقارب ال 96% من كريات الدم الحمراء.

ما يجعل الكائنات البحرية في القارة المتجمدة قادرة على العيش في درجات حرارة منخفضة جداً هو أن أجسادها تطورت، فصارت خلايا الدم تفرز كميات أكبرمن "الهيموسيانين" الأمر الذي يجعلها قادرة على تبادل الأكسجين ليصل إلى بقية أعضاء الجسد.



أما هذه السمكة الشفافة المعروفة باسم "سمكة الجليد" يكون دمُها شفافاً تماماً، دماء هذا النوع من الأسماك يحتوي على نوع مختلف من البروتين يُدعى الـ "جلايكوبروتين"وهو ما يعمل كمادة مضادة للتجمد! وهذا أمر شائع في الكائنات التي تعيش في أعماق القطب الجنوبي السحيقة، لكن الغريب في هذا النوع من الأسماء أيضاً أنها بلا قشور، حيث يعتقد أن جلدها يمتص الأكسجين مباشرة! وحسب ما قال "ميكاييل أولرمانعالم الأحياء البحرية في البيئات القطبية:"وهو أمر جيد لهذه الأسماك إذ أن نسبة الأكسجين المذاب في جزيئات الماء تزيد كلما اشتد برودته".

تحفل القارة المتجمّدة الجنوبية بالكثير من الأمثلة على الكائنات العجيبة والتي تقدم كل يوم لغزاً جديداً يسعى العلماء لاكتشافه. 




تُعدُّ السقنقوريات من أغرب السحالي على وجه الأرض، يُوجد منها 1275 نوع، بعضها ذو جسد طويل شبيه بالثعبان ولكن مع وجود طرفين قصيرين في المقدمة، والبعض الأخر ذو أطراف رباعية مكتملة ذا حراشِف، بعضها يبيض كعامة السحالي، وبعضها يلد! ولكن الأغرب على الإطلاق هو أن هذه السحالي ذات دماء خضراء برغم إحتوائها على الهيموجلوبين!

ظل هذا الأمر لغزاً يحير العلماء لفترة من الوقت، ولكن أمكن فهم الأمر بمقارنتها بطبيعة تكسير الدم في جسم الإنسان؛ فالكبد في جسم الإنسان يكسّر الدماء بغرض إعادة استخدامها مرة أخرى عبر إعادة إنتاج الهيموجلوبين.

ينتج عن عملية التكسير تلك مركب يدعى الـ"بيليفردين" وهذا المركب -مع عوامل أخرى- ما يعطي كدماتنا لونها الأخضر الذي يتلاشى تدريجياً مع الوقت، الـ"بيليفيردين" مركب شديد السميّة لذا يطرده جسم الإنسان أولاً بأول بعد تكسيرِه لمركباتٍ أُخرى تُطرد في عملية الإخراج. فقط في هذه السحالي يتراكم الـ"بيليفردين" ليطغى لونه الأخضر على لون الهيموجلوبين الأحمر.

يقول "كريستوفر أوستن" الذي يعكف على دراسة هذه السحالي:" إن كمية (البيليفردين) في دماء هذه السحالي إذا ما توافرت في الجسم البشري فسيكون ميتاً لا محالة". يأمل "أوستن" -من خلال دراسته لهذا النوع من السقنقوريات- أن يتوصل إلى علاج فعّال للملاريا. وقد كتب "ابن البيطار" عن مستخلصات طبية يتم الحصول عليها من السقنقور في كتابه "الجامع لمفردات  الأدوية والأغذية". 

نأمل أن تكون عزيزي القارئ قد استمتعت بالمشاهدة في هذه الرحلة القصيرة جداً من خلال نافذتنا المفتوحة على غرائب الكائنات الحية، هذه الكائنات التي تحوي دماؤها كل ألوان الطيف. 

بسرعة الطائرة وسعر تذكرة الباص.. هل سيصبح "الهايبرلووب" وسيلتنا للسفر عبر الزمن؟

الموضوع السادس عشر المنشور لي ف يالهافنجتون بوست (نُشر في 2016)





هل يكون "الهايبرلووب" المنتظر خطوة نحو السفر عبر الزمن؟
في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني المُنصرم أعلنت وكالات الأنباء عن توقيع مذكّرة تفاهم بين شركة هايبرلووب. ركّزت كل الأخبار على حقيقة أن القطار الجديد سوف يسير بسرعةٍ فائقةٍ وينقل الركّاب من دبي إلى "أبوظبي" في 12 دقيقة ومن دبي إلى الرياض في 48 دقيقة فقط! ولكن هل هذا كل ما في الأمر؟ هل يكون "الهايبرلووب" مجرّد قطار آخر سريع؟
دعونا نبدأ من هذا التساؤل؛ ماذا لو كان المستقبل هو الآن؟ ماذا لو أننا الآن نشهد أوان بدءِ المستقبل؛ ذلك الذي كنّا نراه في الأفلام ونظنّه مستحيلاً، أو محضُ خيالٍ عِلميّ؟
حتى مطلع القرن الثامن عشر كانت وسيلة التنقلات المنتشرة هي العربة التي تجرّها الخيول، كان التنقّل بالعربة التي تجرّها الأحصنة حلم يراود الكثيرين من المُرتحلين الحفاة، أو أولئك الماسافرون مَن قَصمت الدوابُّ ظهورهم على. كانت سرعة تلك العربة لا تتعدى 0.01% من سرعة الصوت. وبالطبع كانت تلك العربات تتوقف تماماً في أوقات المطر أو الرياح الشديدة، على أية حال كان هذا الجيل الأول من وسائل النقل الجماعي.

عاجلاً تطوّرت وسائل النقل الجماعي، أصبح لدينا القِطارات والطّائرات والسُفُن، حتى بلغنا اليوم قُرابة الـ 80% من سرعة الصوت وهي تتمثل في السرعة القصوى لطائرات البوينج (الجامبو) التي تُمَثّلُ بدورها الجيل الرابع من وسائل النقل الجماعي؛ إن كنت تجد صعوبة في تصديق ذلك الآن؛ فهي نفس الصعوبة التي ستجدها بنفسك إذا أردت أن تُقنع جدّك في بداية القرن التاسع عشر وهو يُحاول تخليص عجلات عربته من الوحل، بأنه غداً سيصبح هناك وسيلة تنقّل تطير في الجو وتنقل على الأقل مائتي وخمسون فرداً!
إلون ماسك ..الرائد



لا يكتمل الحديث عن الهايبرلووب قبل أن نتناول بالذكر هذا العبقريّ "إلون ماسك"؛ تعلّم إلون البرمجة بنفسه وخلال مراحل كثيرة من حياته أسس العديد من الأعمال والمشاريع التي كان يستغل دخلها في بدء مشاريع أُخرى، حتى لمع نجم إلون ماسك في العام 2002 حين اشترت منه ebay -عملاق التسوق الإلكتروني- موقعه Pay pal لخدمات نقل الأموال والتعاملات المالية، كعادته أخذ إلون مبلغ 1.5 بليون دولار من صفقة "إيباي" وأودعهما في مشروعه الثوري spaceX هذا المشروع كان يهتم في وقت مبكّر جدا بسياحة الفضاء، وكان الغرض الأساسي هو توفير رحلات صاروخية ذات تكلفة منخفضة نسبياً وذلك عن طريق إعادة استخدام الصاروخ أكثر من مرة، كما الحال في الطائرة، بدلاً من فقده في الفضاء الخارجي كما جرت العادة، بالطبع نجح إلون في تسويق فكرته لدى ناسا، التي أعطته تمويلاً ذو مبلغ ضخم لتتولى "سبيس إكس" رحلات تزويد المحطة الدولية الفضائية بالمُؤن بدلا عنها.

إستخدم "إلون" أموال العقد المُبرم مع ناسا ليُنشئ شركة TESLA لتصنيع السيّارات الكهربائية، والتي أصبحت اليوم على مشارف منافسة السيارات التقليدية ذات محرك الاحتراق الداخلي والمُعتمدة على الوقود الأُحفوري؛ بتطوير مستمر، وتصميمات ثورية جديدة أصبحت سيارات تسلا واقعاً ملموساً حيث تخطت مبيعات هذه السيّارة حاجز ال 14000 سيارة بعد مرور ثلاث أشهر فقط من العام الجاري بمبيعات تجاوزت الـ 45% عن العام السابق.

وفي عام 2015 أعلن "إلون" عن نقلة ثورية في عالم النقل الجماعي بإعلانه عن مشروع الـ"هايبرلووب" الذي أودعه لشركات متخصصة (وفِرق تصميم تتنافس فيما بينها) تتولى تصميمه وإدارته بينما يتفرغ هو لشركة للطاقة الشمسية؛ استحوذ عليها حديثاً في مطلع العام الجاري تُدعى Solarcity والتي تهتم ببيع الطاقة الكهربائية للمستهلكين وفي نفس الوقت تخدم مشروعه للسيارت الكهربائية "تسلا".
وبحسب ما نشرته الغارديان في مايو/أيار من العام الحالي؛ فقد تمّت التجارب المبدئية لهذا المشروع بنجاح باهر.
ما هو الهايبرلووب؟



كما جاء في مُستهلّ الصفحة الإلكترونية للـ هايبرلووب فهي "وسيلة مواصلات جديدة لنقل الناس والبضائع بسرعة الطائرة وسعر تذكرة الباص".

تقوم فكرة الهايبر لووب على كبسولات لنقل الركّاب تَسَعُ الواحدة منها لـ 28 راكباً، وتسير في أنابيب مفرغة جزئياً من الهواء، يُوجد في مُقدّمة كل كبسولة ضواغط للهواءِ -المنخفض الضغط أصلاً - لتشكيل وسادة هوائية حول الكبسولة؛ ثُمّ تُحمل هذه الكبسولات باستخدام مُحركات الحثّ الكهربي ذات الحركة الخطيّة؛ وستتحرك الكبسولة خفيفة الوزن خلالَ مُقاومة هواءٍ (شبه منعدمة) بسرعة تصل إلى 1200 كيلومتر/ساعة! نعم ما قرأته صحيحاً، ستسير بسرعة الصوت! هذا يعني أنّ الكبسولة سوف تسير تقريباً كيلومتراً واحداً كلّ 3 ثوانٍ.



هل هذا ممكن من الناحية الهندسية؟





فكّرة محركات الحثّ المغناطيسي مُستخدمة بالفعل حالياً في القطارات فائقة السرعة التي صُمّمت لتبلغ سرعة قصوى مقدارها 600 كلم/ ساعة لكنّ هذه السرعة محدودة بإمكانيات القضبان الحديدية ومقاومة الهواء وحالة الطقس، لذا يتم تشغيلها بسرعة 320 كم/ساعة فقط!

أما فكرة الوسادات الهوائية فهي أيضا موجودة بالفعل في كراسي التحميل الهوائية التي تُستخدم ككراسي محور في التربينات الكهربائية، والضغط المنخفض للأنابيب يُوفّر الوصول لسرعات عالية، وهو بالضبط ما تنتهجه الطائرات بتحليقها عالياً للوصول لمستويات ضغط منخفض تتيح لها الوصول لسرعات عالية.

ما الجدوى الاقتصادية للهايبر لووب؟

هذا الابتكار الثوري سيوفّر الوقت المُستغرق للتنقل بين المُدن الكٌبرى التي تفصل بينها مسافة 1500 كيلومتر، أمّا للمسافات الأكبر من هذه فستكون طائرات الركاب الأسرع من الصوت أكثر مُناسبة كما يذكر إلون في ورقته البحثية بخصوص الهايبر لووب؛ وباعتماد المشروع كلياً على الطاقة المتجددة، ستُصبح تكلفة المشروع التشغيلية أقل ما يمكن، وهو ما سيجعل تكلفة الرحلة ما بين 20 إلى 30 دولار وهو سعر نسبي مُنخفض للغاية؛ سوف يُدرّ هذا المشروع الدّخل الوفير على الحكومات التي تسعى لتوفير وسائل نقل جماعي منخفضة التكلفة ومدرّة للدخل في نفس الوقت، على عكس وسائل النقل الحالية التي تَصرف عليها الحكومات لتغطية خسائرها؛ فتكلفة المشروع المبدئية تُعتبر عٌشر تكلفة شبكة قطارات لنفس المسافة، ليس هذا وحسب ولكن مع ضمانات أعلى لسلامة الركاب.

ماذا عن ضمانات السلامة؟



أنابيب الهايبرلووب ستكون مرتفعة عن الأرض، لتكون أكثر مرونة في وجه الزلازل ومُصممة بشكل هندسي يسمع بإضافة خطوط جديدة كُلّما دعت الحاجة، دون تعطيل الخطوط القائمة بالفعل؛ الأنابيب معزولة كُليّا عن عوامل الطقس الخارجية، لن تتعطّل رحلتك إذا ساء الطقس، النظام يتم التحكّم في بالكامل بشكل إلكتروني ويُراقب من مهندسين مُرتفعو الكفاءة؛ ستقترب نسبة حدوث الحوادث من الصفر، التوقف المفاجئ لا يشكّل خطراً لأن محركات الحث المغناطيسي الخطيّة، لها قصور ذاتي منخفض مقارنة بمحركات الحث الكهربي الدورانية المُعتادة.

ويمكن الاستزادة عن معلومات السلامة من هذه الورقة البحثية المنشورة على الموقع الرسمي؛ كما أن هذا المقطع -مُتوافر ترجمة فورية للعربية- يلخّص العديد من التساؤلات التي قد تراودك عن الهايبر لووب،  شيئاً فشيئاً يقترب الإنسان من كسر الحواجز الفيزيائية، مع الوقت رُبما نقترب من حاجز سرعة الضوء، وعندئذ سيصبح السفر عبر الزمن واقعاً حقيقياً لا خيالاً. الهايبرلووب يُمثّل نقلة ثورية في عالم المواصلات؛ وبالرغم من أن أولى الدول التي ستطبقها هي إحدى الدول العربية (الإمارات) إلا أن هكذا الاختراع لا يحظى بالتغطية الكافية.

وفي النهاية نتمنى أن يكون التقرير قد نجح في أن يشرح "نظرية الهايبرلوب" ، وأن يساعدك عزيزي القارئ للإجابة بنفسك على أسئلة قد يُوجهها إليك أحدهم عن الهايبرلووب، كيف سيكون أسرع، وأرخص، وأأمن؟

Thursday, November 24, 2016

طب الأعصاب يخدم رغباتنا في الشراء.. هل سمعت من قبل عن التسويق العصبي؟



الموضوع الخامس عشر المنشور لي في الهافنجتون بوست

http://www.huffpostarabi.com/2016/11/23/story_n_13164746.html?utm_hp_ref=ar-technology

هل سمعت من قبل عن التسويق العصبي ؟

القائمين على الحملات التسويقية يعرفون جيداً ماذا نحتاج، يراقبون ويحللّون أنماط شراءنا، ولكنهم لا يعرفون إجابة على سؤال أهم؛ وهو لماذا نشتري؟ ذلك لأنّهم خُبراء فيما نحتاج لا فيما نُريد.
ما هو التسويق العصبي؟



التسويق العصبي هو استخدام أساليب طبّ الأعصاب في قياس رغبات المُستهلكين الحقيقة عن طريق تحديد مواطِن الرغبة بدقّة، وذلك عن طريق استقبال بيانات رسم المخ من مستقبلاتٍ عصبية، ومن ثمّ تحليل هذه البيانات للحصول على رؤيةٍ واضحة لرغبات المستهلكين.

على سبيل المثال، تزيد شركات تصنيع العصائر من إنتاجها في شهورِ الصيف، بالطبع تتنافس هذه الشركات فيما بينها لتقديم أحجام وأشكال جذابة للعبوات، ولكنّها لا تعرف لماذا يفضّل بعض المستهلكين الأناناس مثلاً بينما يقل طلبهم على المانجو؟ قد يبدو هذا الطّرح بعيداً عن اهتمام الشخص العادي، لكن تخيّل أنك صاحب إحدى هذه الشركات وقد جاءك أحد العلماء بدراسة مؤكّدة تخبرك متى وكيف تبيع منتجك لإرضاء المستهلكين، تخيّل قيمة معلومةٍ مماثلة لرجلِ صناعة أصبح يعرف بالضبط ماذا عليه أن ينتج ، وبأي كمية، لتحقيق أعلى ربح مضمون؟!

في دماغك، من يضغط زرَّ الشراء ؟


التسويق العصبي هو الاستغلال المباشر للتطور الرهيب الذي شهده علم الأعصاب في العقود الأخيرة في ظل الإمكانيات الرهيبة التي أصبح يقدمها علم التسويق، فالتسويق العصبي يستهدف بشكل مباشر كيف نتّخذ قرارات الشراء.

التسويق العصبي يساعد أصحاب الحملات التسويقية لإرسال رسائل مباشرة للمستهلكين لمراكز الوعي والإدراك الحسّي في الدماغ لديهم، هذه الرسائل ستترك عند هؤلاء المستهلكين انطباعاً يلاحظونه، ويفهمونه، ويذكرونه بشكل واضح، وبشكلٍ أفضلُ بكثيرٍ من الحملات التقليدية التي تُجرى باستخدام علم التسويق التقليدي.




"باتريك رونفوازيه - Patrick Renvoisé" أحد أشهر روّاد "التسويق العصبي" ومؤسس شركة "sales brain" المعنيّة بوضع حملات تسويقية مُبتكرة تستخدم أفكار ومبادئ التسويق العصبي.

"باتريك" اكتشف ما يُدعى "زرُّ الشراء" وقد أمضى جُلّ عُمُرِهِ معتكفاً على وضع نظريات وأبحاث لمحاولة الوصول لتأكيدات علمية على وجود هذا "الزرّ"، شركات مثل كوكا كولا وبيبسي قد تدفع المليارات فقط لتجعلك تختار منتجها دوناً عن منتج المنافس، صانعوا الأفلام الذين أنفقوا الملايين على أفلامهم يريدون أن يستردوها بلايين عن طريق جذب الجمهور لصناعة شديدة التنافسية والإبهار كصناعة الأفلام، يريد هؤلاء المخرجون والمنتجون مَن يضمن لهم دُخول الفيلم بمجرد عرض البرومو أو "العرض التشويقي".

حتى السياسيين لن يدّخروا جهداً أو مالاً لصنع حملات دعائية مبتكرة لجذب مرشح واحدٍ إضافي قد يرجّح صوته الكفة ضد المرشّح المنافس، وهو تم استخدامه في حملة الترشّح الرئاسية في الانتخابات الأمريكية الأخيرة كما سيأتي لاحقاً.

الجميع يبحث عن إجابات لأسئلته في دماغك أنت، فكيف يتمّ ذلك ؟



في هذا المقطع من مؤتمر"TEDxBend" يقدم "باتريك" نبذة عن التسويق العصبي مع ذكر أمثلة لما هو قادر على فعله. (متوافر ترجمة بالعربيّة في خيارات المقطع على يوتيوب)

https://www.youtube.com/watch?v=_rKceOe-Jr0&feature=youtu.be

يُعرّف "باتريك" في هذا المقطع علم التسويق العصبي بأنه:" (علم اختيار) يعتمد على القياسات العصبية، والحيوية، والقياس النفسي لفهم السلوك الإنساني في كيفية اتخاذ القرار".

بشكلٍ مُبسّط يخبرنا "باتريك" عن أساليب تحليل السلوك الإنساني الذي يحكم عملية الاختيار؛ مثل: "اختبار تحليل تعبيرات الوجه"، و"اختبار تتبع العين" و"اختبار التحليل الصوتي" بل ويتعدى ذلك لاستخدام "اختبار كشف الكذب" وتحليل الـ"EEG" وهي اختصار لـ (electroencephalography) وهو ما يُعرف بـ"فحص التخطيط الكهربي للدماغ".

ويُستخدم أيضاً نوعاً متقدما من "اختبارات الرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ" والتي تُعرف اختصاراً بالـ "fMRI".

ثم يقدّم "باتريك" العديد من الأمثلة اللّطيفة والممتعة لبعض أمثلة لحملات تسويقية ودعائية ناجحة وجذّابة؛ ويبين كيف استهدف هؤلاء المعلنون "مخ الزواحف" لدينا، فدماغُنا تتكون من ثلاث أقسام رئيسية للمخ كل قسم يهتم بعمليات معينة، بينما "مُخ الزواحف" لدينا هو هذا الجزء من الدماغ المشابه لما تمتلكه الزواحف وهم يتحكم بالعمليات اللاإرادية في وظائف الإنسان كالتنفس والهضم، هذا المُخ لم يتطور منذ ملايين السنين عند الزواحف على خلاف ما حصل للإنسان والقِردة العُليا.

كيف استغلّ السياسيّون التسويق العصبي في حملاتهم؟


وفقا لهذه الدراسة فإنّ خُبراء التسويق العصبي قد أشاروا إلى أنّ التصويتات واستطلاعات الرأي التي أُجريت في السنوات السابقة كانت معيبة إلى حد كبير، ذلك لأن الناس لا يستطيعون التنبؤ بإجابات مستقبلية عن أسئلة تبدأ بـ "لماذا؟"، حتى بإجراء الاختبارات العصبية الشائعة فغالبا ما تأتي النتائج متضاربة.

حتى على مستوى التلقّي "فرُسومات المخّ" تُظهر أن النّاس يميلون إلى الخطابات المختصرة والموفّرة للطاقة حتى وإن كانت غير عقلانية ، فمثلا في إستراتيجية "هيلاري" تجاه المهاجرين كانت قائمة من 9 نقاط فعّالة ومنطقية ولكن طويلة ، بينما قدّم ترامب استراتيجية قصيرة الكلمات "سأبني جداراً"؛ هذه الكلمات وإن كانت تبدو للبعض غير أخلاقية أو غير منطقية إلا أنها أثّرت كثيراً في"لا وعي" الناخبين وفقاً لاستطلاعات رأي أُجريت لأصحاب الأصوات المتأرجحة من قبل مجلة النيويورك تايمز التي أجرت تعديلات على معادلات منحنياتها الإحصائية لتعطي نتائج أكثر دقة.

التسويق العصبي حلّال المشاكل الدعائية


في مقالٍ نُشِر في جريدة "فوربز" الاقتصادية، فإنّ شَركة "Karmarkar" أعطت مثالاً جيداً لحلّ مشاكل الشركات الكُبرى عن طريق أساليب التسويق العصبي، وذلك بأن كلّفتها شركة "فريتو-لاي" بإجراء دراسة لقياس تقبّل المستهلكين منتجهم الشهير والأكثر مبيعاً "تشيتوس"، وجاء رد فعل المستهلكين بأنّه وبرغم أنّ أكل "التشيتوس" يجعل أصابعهم بُرتقالية من تأثير بقايا مسحوق الجُبن المُغَلّفة لأصابع "تشيتوس" إلا أن هذا لا يُفقدهم متعة "الطعم والقرمشة"، خَلُصَت هذه الدراسة التي تضمنّت إجراء "اختبارات لمسح المخ بالموجات الكهرومغناطيسية"، و"اختبارات الرنين المغناطيسي الوظيفي" أنّ "العَبَث" الذي يطال أيدي المستهلكين هو ما يجعل هذا المُنتج مرغوباً أكثر، وبناءاً على هذه الدراسة قدّمت شركة فريتو-لاي منتجها "تشيتوس" في سلسلة إعلانات تلفزيونية لا تتجاوز مدتها 30 ثانية، تشجّع المستهلكين على ارتكاب أفعال "عبثيّة" بالمُنتج [مثل هذا الإعلان الذي يُظهر (تشيستر شيتا) الشخصية الأيقونية لمنتج الـ"شيتوس" يُشجع راكبة من الطائرة بادخال اصبعي شيتوس في فتحتي أنف أحد الركّاب بجوارها والذي يعلو صوتُ شخيرِهِ أثناء النوم، بينما يقوم بتدليك رقبة المضيفة ويعطيها بعض الراحة، وهكذا تُحل المشكلة ويرتاح الجميع].

https://www.youtube.com/watch?v=YZadMlXFuao

حصل هذا الإعلان على جائزة "Grand Ogilvy Award" للعام 2009 في مجال الدعاية والإعلان.

لا تتعجل فلا يزال البحث جارياً


"أنا عالمة أعصاب، وأقوم بدراسة صنع القرار. أقومُ بتجاربَ لاختبار مختلف المواد الكيميائية في دماغنا والتي تؤثر على قراراتنا التي نصنعها؛أنا هنا لأخبركم سر صناعة القرارت الناجحة: شطيرة الجبن. نعم هذا صحيح، بالنسبة للعلماء، شطيرة جبن هي الحل لكافة قرارتنا الصعبة؛ كيف أعرف ذلك؟ أنا العالمة التي قمت بالدراسة!"

هكذا افتتحت "مولي كروكيت" حديثها في مؤتمر TEDx؛ في هذا المقطع -مُترجم للعربية- تتحدث "مولي" عن نوع من المشروبات يُدعى "نيورو بانك" وتبيّن بالشرح أن فوائد هذه المشروبات المعززة للأعصاب هذه غير مُثبتة علمياً؛ تتحدث "مولي" عن هذه النقطة تحديداً في تطبيقات علم الأعصاب وأن هذه الأمور الدعائية قد تؤثر على مصداقية الأبحاث في المستقبل؛ "مولي" تشرح قصور تفسير بيانات علم الأعصاب، و لماذا يجب أن نكون أكثر وعياً بها.

وتُضيف مولي:"قبل سنوات قليلة، كنا أنا وزملائي مُهتمين بكيفية تأثير مادة كيميائية في الدماغ تدعى (سيروتونين) يمكن لها أن تؤثر على قرارات الناس في المواقف الاجتماعية تحديداً، أردنا أن نعلم كيف يمكن أن يؤثر (السيروتونين) على الطريقة التي يتصرف بها الناس حين يتم معاملتهم بطريقة غير عادلة؛ لذلك قمنا بالتجربة تلاعبنا في مستويات السيروتونين بإعطائهم شراب صناعي كريه الطعم بنكهة الليمون و الذي يقوم بعملية سحب المادّة الرئيسية المكونة للسيروتونين في الدماغ وهو الحمض الأميني (التربتوفان) و بالتالي وجدنا أنّه عند انخفاض (التربتوفان) الناس يصبحون أكثر عُرضة للانتقام عندما يُعاملون بشكل غير عادل ، هذه هي الدراسة التي أجريناها، و هذه بعض العناوين الرئيسية التي صدرت بعد ذلك:

(شطيرة الجبن هي كل ما تحتاجه لإتخاذ القرار الصحيح)

( إن الجبنة هي صديقتنا)

(تناول الجبن و اللحم قد يعزّز القدرة على التحكّم في الذات) في هذه المرحلة ، قد تتسائلون ، هل فات عليّ شيء؟
(رسمياً! الشوكولاته تقلل من ثورات غضبك) جُبنة؟ شوكولاته؟ من اين أتى هذا الكلام؟ و أنا أيضاً فكرت بنفس الطريقة عندما ظهرت هذه العناوين لأن دراستنا لم يكن لها أي علاقة بالجُبن أو الشوكولاتة فقط اعطينا الناس هذا الشراب كريه الطعم و الذي أثّر على مستوى (التربتوفان) لديهم و لكن اتضح ان التربتوفان ايضا يتواجد في الجبن والشوكولاتة و طبعا عندما يقول العلم أن الجبن والشوكولاتة يمكن أن تجعلنا نتخذ قرارات صائبة، اذاً سوف يستدعي هذا انتباه الناس".

بالطبع فإن التسويق العصبي أحد أساليب الدعاية المُثبت كفاءتها، وإن لم يُمكن الجَزم بعد بأنّه أفضلها الإطلاق، ولكن في النّهاية، يأتي دورُك أنت عزيزي القاريء أن تتفحص جيداً ما يُقدم لك من معلومات، اسأل عن الجُزء الغير مُروَى من القِصّة،استمّع جيّداً واطلب الأدلة والإثباتات، الإجابة رُبما لن تكون بسيطة دائماً، فأدمِغتُنا أيضاً ليست بهذه البساطة.

Monday, November 7, 2016

Friday, November 4, 2016

المرحاض.. أفضل اختراع في العصر الحديث.. هذه مراحل تطوره عبر التاريخ

التقرير الأول المنشور لي في الهافنجتون بوست عربي 

http://www.huffpostarabi.com/2016/10/19/story_n_12520116.html?utm_hp_ref=mnwat

في 2050.. مدارس بلا فصول ونظام تعليمي يعتمد على اللعب!

التقرير الثاني المنشور في الهافنجتون بوست 

حارب العنصرية ضد المسلمين وكافح لاستقلال بلاده.. ماذا تعرف عن حياة علي عزت بيغوفيتش؟

التقرير الثالث المنشور في الهافنجتون بوست
http://www.huffpostarabi.com/2016/10/25/story_n_12635776.html?utm_hp_ref=mnwat

من "صرخة الموتى" إلى "همسات هتلر" وحتى الموسيقى..الصوت سلاحٍ "مخيف" في الحروب

التقرير الرابع المنشور لي في الهافنجتون بوست 
http://www.huffpostarabi.com/2016/10/29/story_n_12702918.html?utm_hp_ref=mnwat

حلم أنه يُطعن فاخترع ماكينة الخياطة.. "أضغاث أحلام" تحوَّلت إلى اكتشافات هامة

التقرير الخامس المنشور لي في الهافنجتون بوست عربي 


Wednesday, October 19, 2016

يا ليل أنّ




أنا عرفت السمسمية من منتدى سماعي في 2007 وكان عندي مكتبة لابأس بها .. أنا بحب أسمع سمسمية كتير ودايماً بحضر حفلاتهم لما بتبقى مجانية ، اسمعلاوي وسويسي وبورسعيدي السمسيمية في الأغنية دي هتتحط جوة جوة المفضّلات


يا ليل أنّ .. يا ليل أنّ الحبيب وافى .. سهران وأرده صباحه وافى .. لما قالولي حبك مسافر.. بكت عيوني زادت مواجع..يا بحر دجري وتعوم جزايل .. أهلك وناسك أهلك وناسك فيك ظلموني .. وغلبت أحلف لم صدقوني .. الاسمر عزمني جوة الجونينة .. ملى كساته وسقاني بيها .. يا بير زمزم عتبك حجارة .. والشربة منك دوا للحيارى .. يا بير زمزم سلبك سلالسل .. والشربة منك دوا للمسافر .. يابير زمزم عتبك حرير .. والشربة منك دوا للعليل .. يا الو المعاطي أنا دخيلك .. وفي كل مولد بسعى وأجيلك .. إلا السنة دي أنا مش فاضيلك .. يا ناس على الله كريم يحنن .. يارب حنن قلبه عليا .. واليوم يا بدر انت زلت تزيل الهموم .. ونجتمع مثل القمر والنجوم .. ونحتسي سر الكؤوس كؤوس الهنا .. بين المُدام وفي ظلال الكُروم .. صحبة وكانت من قديم قديم العهود .. تبلى بها خُطابها والشهود .. فيها اصطفى آدم ونوح وموسى وهود .. وإبراهيم جاء لَبِي العهود .

والعال والعال يا يوستفندي يا ابن عم البرتقان .. أما التفاح سايح ورايق وأبو سمرة سايق الدلال .. قد ما أحبك ممنون منك .. اسمع بقى يا سلام .. سيدي واخلف ظنك .. المجال ده يقول المجال ده يقول .. الله يسامحك .. سيدي وهجرني هجرك وجرحني لحظك .. والنبي مكنش عشمي عشمي .. روح الله يسامحك.. يا هجر وصبابة وفراق يا ليل وطول ع العشاق .. اعمل معروف .. يا مالك قلبي اعمل معروف .. حبك كواني تعالى وشوف .. يا ما بكرة نسمع .. وبعده نشوف .. والحلوة خرجت ع المكشوف .. الحلوة خرجت ع المكشوف .. البيضا خرجت ع المكشوف .. هجر العزول دايما مكشوف.. هجر العزول دايماً مكشوف

Wednesday, August 5, 2015

the best of youth

فيلم مميز جدا، يحسسك انك في رواية أجيال لماركيز او لنجيب محفوظ، كل زاوية تلاقي فيها اهتمام بالتفاصيل كأنك بتقرى لديستوفيسكي وكل حاجة محطوطة قدام ميزان الخير والشر كأن نيتشة هو المخرِج، النوع ده من القصص اللى مع كل سطر تلاقيه بيعلمك حاجة جديدة أوبيفتحلك باب أو ينورلك طريق. النوع ده من القصص اللى محدش ينفع يحرقهالك حتى لو ذكرلك تفاصيل التفاصيل. النوع ده من القصص اللى بتشوف فيه الأحداث ازاي انها عمرها ما بتفضل أبداً على وتيرة وحدها حتى لو كان عندك كل مقومات النجاح، لازم يحصلك فشل ما وكبوات واحباطات كتير تظهر في حياتك، حتى لو انت لم تختر ده.

نرجع للفيلم 
فيلم بتشوف فيه الصراع بين أكتر نمطين شائعين من البشر: العقلاني/السينيكالي وبين العاطفي/السيمنتالي، الطريقتين غرضهم التغيير للأفضل وبيسعوا لإنتصار الخير ، بس كل واحد بيكتشف ان في تمن ما لازم يندفع عشان الطريق يكمل للآخر، وطبعا مفيش طريقة مثلى لإدارة الأمور لأن الكون ملوش كتالوج يدار به لكن له خالق ينفذ مشيئته في الأشياء فتحدث

الفيلم  طويل جدا 385 دقيقة يعني 6 ساعات و20 دقيقة ، فيلم دسم أوي والكتابة عنه مش سهلة، انا معرفتش اتفرج على الفيلم ده مرة من واحدة في الأول، كنت بتفرج عليه بشكل متقطع لحد ما قعدت واتفرجت عليه حتة واحدة، وهتتفاجئ من ان المخرج عرف بشكل سحري يخليك متزهقش طول ال 6 ساعات دول عشان وان كان الفيلم طويل وبيحكي فترة 40 سنة ولكن ايقاعه سريع وأحداثه متشابكة وممتدة في أكتر من اتجاه وبيتكلم عن كل حاجة في ايطاليا خلال الفترة من 1966 لحد 2003 كل حاجة  في ايطاليا جغرافياً واجتماعياً وإقتصاديا وثقافياً، وازاي المجتمع الايطالي اللى نوعاً ما متحفظ دينيا وأخلاقيا نسبة لبقية أوروبا كل شوية بيصحح مساره. 

الفيلم فيه شخصيتين رئيسيتين، شخصية نيقولا كراتي العاطفي الجذاب والمحبوب من الجميع: طبيب أنهى سنوات دراسته بنجاح في كلية الطب بنصيحة من أستاذه انه يسيب ايطاليا ويدرس في اي حتة في اروبا أو امريكا أحسن له، لكن نيقولا لا يخطط لشئ هو فقط يفعل ما يحبه يثق في حدسه دائما ويترك الأمور تسير كيفما تشاء لا كيف ما يشاء هو، ولذلك  بيأجل شوية فكرة السفر للدراسة لأنه لسة محددتش هو ناوي يتخصص في ايه لسة مستنى الدنيا تبينله ده، ولذلك بيحضر نفسه انه يلف مع اخوه واتنين من أصدقاء الدراسة أوربا في رحلة طويلة 

الشخصية التانية "ماتيو كراتي" العقلاني المنضبط المثالي الذي يرى أن كل شئ لابد ان يخضع للقوانين وأننا وحدنا نتحكم بالمقدمات والتوالي معا: طالب متميز طوال سنوات دراسته،  متوحّد ويفضل الخلوة  ويهوى التصوير الفوتوغرافي - يحظى بإحترام الجميع بالأخص والده الذي يعلن في كل مناسبة انه فشل في محاولة فهم سلوكه ورغباته ويحظى أيضا باحترام أمه المدرّسة التى يعجبها كثيرا توفق ابنها الدراسي فهذا هو مصدر فخرها وارتباطها الوحيد به - له شواهد تخوله المسير في مستقبل رائع كأديب، ولكنه لا يقبل الاختلاف في الرأي مع أستاذه فيتخلى سريعا عن مهنته عند أول عائق ، وينضم لبرنامج في مركز تأهيل نفسي لمساعدة المرضى ويتعلق ب "جورجيا" فتاة تعرضت لمعاملة سيئة من أبيها الذي بدوره أودعها المصحة النفسية وانقطعت اخباره عنها ، صارت متوحدة ومصابة بفصام حاد، يعلم أنها تعالج بالصدمات الكهربائية فيهرب بها من المصحة و"يوّرط" أخاه نيقولا في رحلة أخرى لتسليمها لوالدها، وبالطبع يرفض والدها استلامها فتصير عبئاً عليهم في رحلتهم الأساسية ، تقبض عليها الشرطة وتنقطع اخبارها عنهم مؤقتا لمدة عشر سنوات، يشعر ماتيو بالفشل فيعود لروما ليلتحق بالخدمة العسكرية ويكمل نيقولا طريقه في رحلة اكتشاف الذات ولكن دون أن ينضم  لصديقيه 

يجرب نيقولا حياة الهيبيز ويضطر للعمل في ورشة نجارة في النرويج لتدبير نفقات معيشته، حتى يحدث فيضان مدمر في فلورنسا/فيرينزا فيضطر للرجوع للمشاركة في جهود الانقاذ.

وبالمصادفة يحضر أخوه ماتيو أيضا كجزء من قوات الجيش للدفاع المدني ويلتقي الاثنين بصديقيهما ، فيتأمل أربعتهم ما آلت إليه الأمور وتكون رمزية الفيضان أن حياة جديدة طمرت تحت الاوحال وبدأت حياة جديدة لإيطاليا وبطبيعة الحال لنيقولا نفسه

يتعرّف نيقولا على جوليا من خلال عزفها لمقطوعة لموتسارت على بيانو وسط الأنقاض، جوليا المتأثرة كثيرا بالفكر الشيوعي وبالمقاومة المسلحة لتغيير الأوضاع تحضّر لدراسة الماجستير في الرياضيات، يعجب بها نيقولا ويعود معها لتورينو وينتظم معها في وقفات المعارضة والاحتجاجات وينتقلا للعيش معاً وينجبا طفلتيهما الوحيدة سارة. مع الوقت يتضح لنيقولا أن جوليا تتحول تدريجيا لتشبه تصرفاتها تصرفات أخيه "ماتيو" ويكتشف مع المزيد من المشاكل الحياتية انه هو من لم يأخذ وقته للتعرف عليها بشكل أكثر وأن القليل من التخطيط  عموماً لن يضر.

 أما "جوليا" فتتخلى عن عزف البيانو لأنها تعتقد أنها لن تتقن تعلّمه أبداً وبما أنها شديدة التطرف فيما يخص رغباتها فتتخلى تماماً عن عزف البيانو فهي ك "ماتيو" إما ان تفعل الشئ بشكل صحيح 100% أو لا تفعله أبداً. تنخرط أكثر فأكثر في التنظيم السري الشيوعي وتتخلى عن ابنتها وتهجر نيقولا وتصبح أحد منفذي الاغتيالات في التنظيم . 

من خلال الاحتجاجات يتعرف نيقولا على صديقين جديدين:
- "كارلو" محاسب موهوب مهتم بالشأن الإقتصادي العام، وفيما بعد في مشهد الجواز من أخت نيقولا (فرانشيسكا) لخبطة عاقد القران بتدينا انطباع ان الأصدقاء بقوا خلاص عيلة واحدة  وان مش شرط عيلتك بس تبقى اللى من صلبك لأ ممكن جدا أصدقائك المخلصين يبقوا جزء من عيلتك.
- "فيتالي" عامل بشركة فيات للسيارات، منتظم في النقابات والحركات العمالية ويتحول فيما بعد - بعد تسريحه-  لمقاول بناء ناجح جدا وفي الآخر هو اللى هيبني بيت كارلو اللى هيبقى بيت العيلة اللى بيجمع الكل،في مشهد جميل أوي فيما بعد لما كارلو يتجوز اخت نيقولا الصغيرة "فرانيشسكا" ويعرف ان فيتالي اتسرّح من شغله.
من جهة أخرى ينضم "ماتيو" لمجموعات فض الشغب ضمن مظاهرات تورينو  التي تشهد احتجاجات مستمرة نتيجة لإضرابات العمال المتكررة، يصاب صديق "ماتيو" المدعو "لويجي" في الاحتجاجات حيث ينهال أحد المحتجين على رأسه بهراوة مسببا له شللاً دائما ، يعتدي "ماتيو" على المتظاهر فيلحق به الأذى ويتم على أثره نقل "ماتيو" إلى صقلية ليعمل مصوراً مع فريق البحث الجنائي التابع لشرطة صقلية ويقابل "ميريللا" التي تعجب به من أول نظرة وتتحرق شوقاً للقاءه مجدداً ، يعطيها "ماتيو" بعض النصائح في التصوير الفوتوغرافي ويتركها سريعا للذهاب لتغطية جريمة ما وقبل الذهاب يخبرها أن اسمه "نيقولا"  -وهذا ما ستفهمه في مشهد الختام  من ظهور شبح ماتيو ثم تركهم يتبادلون القبل في سلام- على إثرها يقع "ماتيو" في مشكلة نتيجة حدة طباعه يتم على أثرها نقله مجددا لقسم شرطة باليرمو  وتتوالى الأحداث التى تؤثر أكثر وأكثر في حدة طباع ماتيو واحباطه من أن لا شئ يسير وفق ما يريد. انتقاله المتكرر لوظائف وأماكن مختلفة دليل على روحه الحائرة مثله مثل جوليا  طباعه الحادة وهجومه على الأفراد استبدلتها جوليا بالاغتيالات المسلحة ، لم يرد ماتيو التعلم حتى عندما قضى ليلته مع ماريللا، لا أحد يتحدى الحياة، لا أحد أقوى من تصاريف القدر من يفعل ذلك يكون مصيره الانتحار، أو يخسر حياته في السجن كـ "جوليا"

"جورجيا" دائما كانت تمثل نقطة التقاء نيقولا وماتيو ودائما ما تظهر عند نقاط التغيير الكبرى في حياة ماتيو في البدء عندما وجدها ماتيو تغيرت رحلتهم المزمع قضاءها في أوروبا وعندما فقدوها .. فقد نيقولا أخوه ماتيو ليلتحق الأخير بالجيش،و بشكل خاص ويتضح ذلك عند العثور عليها مرة أخرى في حالة يرثى لها كان ماتيو أيضا يمر بنفس الحالة ، وحين ما تحررنيقولا من إرث ماتيو .. ساعدها نيقولا لكي تحرر نفسها هي الأخرى طبعا بعد فوات الأوان وهو ما اتضح في مشهد عدم لحاقها بالقطار ولكن it's never too late  في آخر الأمر قد نعيش حياة بشكل لا نريده فقط لنضحي بتجاربنا ليتعلم الآخرين.
سارة  بنت نيقولا وجوليا شهدت طفولة جيدة نوعا ما ولكن ترك أمها لها أثر كثيرا في شخصيتها وجعلها مع الوقت تتجه نحو العزلة والاكتئاب نفهم هذا من مشاهد سريعة لحواراتها مع أبيها ومشهد البالون الأرزق الذي أطلقته ليجد أمها، كانت سارة في بداية حياتها تحتاج إلى أم، ثم مع فترة المراهقة تحولت الى سخطها عليها وأنها لم تتحمل المسئولية ، يتضح هذا من المشهد الذي أخبرها فيه نيقولا أنه ذاهب ليتحقق من مدير شركة ما حاول الانتحار لأنه لا يتحمّل السجن فعقّبت سارة انه لا يستحق البراءة لأنه لم يتحمل نتيجة أفعاله (يفهم نيقولا من كلامها نبرة التطرف الزائدة ويحاول كبح جماحها بطريقة ناعمة لكنها مؤثرة على المدى الطويل )  تنتقل سارة للعيش مع عمتها فرانشيسكا وزوجها كارلو، هي في حقيقة الأمر تحتاج إلى عائلة وإلى من يعوضها عن أمها الهاربة ووالدها المشغول دائما ، فيما بعد في آخر الفيلم بعدما تعثر سارة على مكان أمها يسألها نيقولا بعد أن قرأ رسالة جوليا لسارة .. سألته سارة "ماذا عليها أن تفعل؟"  فرد "هل أنتِ سعيدة؟" إذن عليكِ أن تكوني كريمة وتساميحها وهو ما حصل فيما بعد في المشهد التالي مشهد الكنيسة

لقاء سارة بأمها شئ شديد الدلالة أيضا وهو ما يعلّمنا أن الانفتاح على الفن يختصر الكثير من سنوات الحياة اللازمة لتعلم الحكمة والتسامح وكل القيم النبيلة ، بكل بساطة نسفت سارة كل سنوات جوليا البائسة وهي أن الحرية الحقيقية ليست في نمط واحد لابد أن يسري على الناس ولكن الحرية هي ان تضمن أنماط متعددة للعيش لا تتعارض فيما بينها وهذه دلالة كلمة سارة لجوليا  "عشتي عمرك كله محاولة قلب نظام العالم والآن تبحثين عن إذن الكاهن للعب البيانو ؟ تلعب جوليا على الأورغن أخيرا دون انتظار توفر بيانو ودون انتظار اتمام اتقانها العزف تتعلم جوليا من ابنتها ان تستغل الظروف المواتية وأن الفن منبعه الروح والشعور به لا ينبع من  العقل والمنطق

"أندريا كراتي" ابن ماتيو وماريللا طفل نشأ مع أمه في مدينة ساحلية منعزلة يتسبب الصغير في تغيير حياة جدته ، أم نيقولا عقلانية إلى حد كبير ودائما ما كانت  تتشاجر مع الأب لأنه كان يحب الحياة ويغلّب الخيال على الحقائق ، بينما هي المعلّمة مولعة بالإنضباط والدقة يتضح ذلك في تربيتها ل "جيوفانا" البنة البكرالمحامية ثم القاضية فيما بعد وماتيو العنيد ، وفي المقابل يؤثر الوالد في نيقولا وفرانيسكا المحبين للحياة السعداء المرحين والمؤثرين في حياة غيرهم بالإيجاب.

قبل أن تتعرف الجدة على الصغير من نيقولا ، كانت حياتها بائسة كانت ميتة نظريا ، فحركتها صارت بطيئة وتسكن في شقة معتمة واستخدم  نيقولا لفظ الكفن "حرفيا" ليصف شقتها وحياتها ، تعارض نيقولا في البدء ولكن يفلح نيقولا في إقناعها تنتصر فدائماً ما تنتصرالحياة الجديدة على القديمة. في الطريق إلى صقلية حيث تسكن ماريللا يتصارح نيقولا وأمه ببعض المشاكل العالقة ، كانت هذه هي مشكلة العائلة من البداية الأب يخفي مرضه ماتيو يخفي خططه للمستقبل نيقولا يخفي مشاعر غيرته تجاه أمه ، الأم تخفي سبب قسوتها عليهم ، لا أحد يسأل ولا أحد يفصح عن الأسباب. يتغير ذلك كله طبعا في طريقة تعاطي الجدة مع الحفيد حيث تتلافى كل أخطاء تربيتها لماتيو فيغدو أندريا مزيجا من العقل والعاطفة، مزيجاً من الحزم واللين، مزيجاً من الثقافة واللّهو مزيجا من نيقولا وماتيو، حتى الجدة نفسها تتخلى عن قيودها وتستمتع بتدخين السجائر ببساطة شديدة مع عمّال البناء ، أدى كل من الجدة والحفيد مهمتهما تجاه الآخر. ثم ترحل الأم فجأة بعد انهاء مهمتها في مشهد بديع جدا  حيث يتلو طفلا ذا احتياجات خاصة برقية النعي على مسامع نيقولا ومجددا يموت أحدهم ليولد الآخر.
من وجهة نظري ده هو اليقين الصافي اللى كان عند أولياء الله، اللى كان يخليهم شايلين هم الآخرة بشكل صادق يخليهم ميعرفوش يتفاعلوا مع الدنيا او يهتموا بها ويعتبروها صدقاً أنها ليست ذات قيمة، يقين يخليهم يأتوا بالعجائب اللى بندرجها احنا في عالم الميتفيزيقيا عشان محدش يتريق علينا ويقول علينا دراويش 

أهل اليقين دول اللى عارفين أن الأمر ((كله)) لله وأنك حين تحرك العير لتصيب تجارة فأنت لست سوى حادياً لها لا أكثر فأنت لا تملك أمر البيع والشراء، وهنا بيبقى عندنا 3 فروع رئيسية 
1- السبب كدة كدة بإيد الله وليس من اختيارك (جنسك -لونك- نَسَبَك -جنسيتك <كموطن للميلاد> - جاذبية شكلك)  الحاجات اللى ربنا أدرجها تحت (لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها) حاجات سببها مش في إيدك ولكن نتيجتها والتفاعل مع معطياتها  واقفة عليك ،
2- وعلى النقيض في حاجات انت بتتحكم في أسبابها (أخلاقك- علاقتك بالغير - تطوير نفسك باكتساب معارف أخرى مثلا) دي الحاجات اللى أسبابها بإيدك ونتيجتها على ربنا  (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت)  لفظ وسعها ده يخليك تفكر ان روحك دي عاملة زي الأستك تقدر توسعاه لتشمل الكون او تضيقها على نفسك وتعيش محروم . وده أساسه الفهم، ربنا هيحاسبك على فهمك لذلك ينبغي  لما  تعمل الحاجة تكون ليك حججك الواضحة في ذلك اللى انت مقتنع بيها لأن محدش هيتحاسب بدالك يستوي في ذلك الناصح واللائم يعني.

3- وحاجات ليس لك فيها من الأمر شئ زي الرزق والموت (ما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) لا يغير من ذلك حسن حيلة ولا تغيير وسيلة

Saturday, May 23, 2015

أهل السماحة واليقين


الله قل وذر الوجود وما حوى ... إن  كنت مرتاداً بلوغ كمال 
فالعارفون فنوا به في ليلــــهم ... لم يشهدوا سوى المتكبر المتعال
ورأوا سواه على الحقيقة هالكاً ... في الحال والماضي والاستقبال
جيناكم جينا جينا حماكم حادينا داعي هواكم
فينا أسيادي شوق مقيم فيه أماني رضــاكم

أمداداً منكم والجود فيكم عادات خير للبرايا
لله شيئاً مما لـــديكم أهل العــــطايا والمزايا

حملي عليكم شوقي إليكم أنتم ملاذي في الخطوب
وجدي دعاني آتي إليـــــكم كي تجلى عني كروبي

عبد فقير ناجى علاكم يا أولياء الخير جودوا
درب المعالي نور هداكم هذي الكرامات شهود
الله الله الله الله 
الله الله

يا أهل الرضا يا أهل الرضا
فـــي حبكـــــم العمر انقضـــى
إشرب شراب شراب العاشقين
أهـل السمـــــاحــة واليقـــــين
يا أهل الحمى شوقي كلما
أظلم الدجى ناري أضرما

يا أهل الرضا يا أهل الرضا
فـــي حبكـــــم العمر انقضـــى
إشرب شراب شراب العاشقين
أهـل السمـــــاحــة واليقـــــين

أعيش الهموم والوصل أروم
والنفس ألوم لبعد الحمى

آثم وعاص أطلب الخلاص 
دوائي الإخلاص ودمعٌ هما 

يا أهل الرضا يا أهل الرضا
فـــي حبكـــــم العمر انقضـــى
إشرب شراب شراب العاشقين
أهـل السمـــــاحــة واليقـــــين
أيا مستهام إن زرت المقام
من باب السلام عني سلِّما

وللأولياء رتبة علياء
ورب السماء كلاً أكرما
يا أهل الرضا يا أهل الرضا
فـــي حبكـــــم العمر انقضـــى
إشرب شراب شراب العاشقين
أهـل السمـــــاحــة واليقـــــين
أهـل السمـــــاحــة واليقـــــين
أهـل السمـــــاحــة واليقـــــين
أهـل السمـــــاحــة واليقـــــين
الله الله الله الله الله الله الله الله الله